وسادة
شعب الهوساالنيجر أوائل القرن العشرين
جلد، أصباغ هبة جون شارل بولم
باريس، متحف رصيف برانلي - جاك شيراك Inv. 71.1937.51.261
من إفريقيا إلى متحف رصيف برانلي: حكايات المجموعاتٍ الفنيّة
تُعَدّ هذه الوسادةُ الجلديّةُ المزخرفةُ بأنماطٍ هندسيّةٍ سمة من السمات المميّزة لثقافةِ الهوسا، التي تنتشر أساسًا في شمال نيجيريا وجنوبِ النيجر. ويُعدّ المربّعُ أحد الرموز الرئيسيّة في الصورِ الرمزيّةِ الإسلاميّةِ، وغالبًا ما يُقسَّم إلى تسعةِ مرّبعاتٍ أصغرَ، تتضافر لإنشاءِ شكلٍ طلسميّ.
منذ القرنِ الحاديَ عشرَ، تميّز أبناءُ شعبِ الهوسا بإتقانِهم أشغالَ الحِدادةِ، والمنسوجات ِوالجلدِ، وذاع صيتُهم باعتبارِهم فاعلين رئيسيّين في التّجارة المحليّة والإقليميّة. وقد أقاموا علاقاتٍ قويّة مع الشعوبِ العربيّة الموجودةِ في منطقة الساحل. فبحكمِ اعتناقِهم الإسلامَ منذ عدة قرون، تأثّرت ثقافتُهم بهذا الدين.
ويُفضِّل شعبُ الهوسا الأماكن الخارجيَّة على الأماكن الداخليّة، والفِناءَ على الغرفةِ، والاجتماعيَّ على الفرديِّ؛ ومن ثَمّ، اقتصر الفضاءُ الداخليُّ من مساكنهم على ما هو ضروريٌّ فحسْبُ. لذلك قد ينحصر أثاثُ الجلوسِ في مقعدٍ بسيط وسريرٍ، مع إضافة أغطيةٍ منسوجةٍ، وحصائرَ تُستخدم مساندَ أو وسائدَ ونمارقَ.
ومنذ نهاية القرنِ التاسعَ عشرَ، بدأ سوقُ الجلودِ في التركيز على إنتاج حقائبَ ووسائدَ موجَّهةٍ إلى الأوروبيّين. ويُعدّ هذا النوعُ من الوسائدِ جزءًا من العناصرِ الزخرفيّةِ التي كانت تُصنع بكمّياتٍ كبيرةٍ طيلةَ عقودٍ من الزمن.
وما يزال المسافرون والسيّاحُ والمقيمون يُقبلون في عصرِنا الحاضرِ على شراءِ هذه البضائعِ، معجَبين بجمالِها واستخداماتها الزخرفيّةِ والوظيفيّةِ.
اقتنى هذه الوسادةَ جون شارل بولمي، وهو وكيلُ شركةِ شحن بحريّ، عاش في إفريقيا وسافر إليها خلالَ النصفِ الأوّلِ من القرن العشرين. وهو والد دينيس بولمي، عالمةِ الأعراقِ الشهيرة المتخصّصةِ في الثّقافات الإفريقيّة.