سيف وغمد ملك جيمّا
إثيوبيا، جيمّاالقرن التاسع عشر ذهب، فضّة، جلد
هبة جول بوريلي باريس، متحف رصيف برانلي - جاك شيراك
Inv. 71.1890.28.104.1-2
من إفريقيا إلى متحف رصيف برانلي: حكايات المجموعاتٍ الفنيّة
أمعنوا النظرَ جيّدًا في النقوشِ الزخرفيّةِ المحفورة على النصلِ، وفي المقبضِ المصنوعِ من الذهب والفضّة، والِغمدِ المزيّنِ بصفائح ذهبيّة. فجميعُ ذلك يشير إلى أنّ هذه القطعة سلاحٍ فاخر صنعه حرفيّو القصر، من حدّادينَ وصاغةٍ، كانوا يشتغلون لحساب الملك حصريًّا. وكان هذا الخنجر مُلكًا لـأبّا جيفار الثاني، ملكِ جيما في إثيوبيا بين عاميْ 1878 و1932.
كانت إثيوبيا، هي البلد الوحيد الذي نجح خلالَ القرنِ التاسعَ عشرَ في المحافظة على استقلالهِ، في مواجهةِ القوى الاستعماريّة الأوروبيّة. وكانت تتكوّن حينَها من عدّة ممالكَ خاضعةٍ لهيمنةِ مملكةِ شوا وملكِها مِنِليك الثاني، المتوّجِ في عام 1889 «مَلِكَ ملوكِ» إثيوبيا. وقد احتفظت الممالكُ الصغرى، مثل مملكة جيما، بحكمٍ ذاتيٍّ مقابلَ دفعِ إتاوةٍ للمملكة المهيمِنة.
كان هذا هو السياقِ التاريخيِّ الذي قام فيه المستكشفُ والجغرافيُّ الفرنسيُّ جول بوريلي برحلته إلى أثيوبيا. وكان مكلَّفًا من وزارة التعليم الحكومي بمهمّةٍ رسميّةٍ لدراسةِ المنطقةِ وجمعِ المعلوماتِ، فأقام في مملكة جيما خلالَ سنتيْ 1887-1888.
وقد أُتيح لنا بفضلِ ما خطّه من يوميّاتٍ أن نتتبّع مسارَ رحلتهِ وملاحظاتِه ولقاءاتِه هناك. إذ تخبرنا يوميّاتُه أنّه قد تبادلَ الهدايا مع ملكِ جيما، أبّا جيفار الثاني، في مدينة جيرين، حيث يقع القصرُ الملكيُّ. وكان هذا الخنجرُ من بين عدّةٍ تحفٍ أخرى ثمينةٍ حصل عليها بوريلي.
ولدى عودتهِ إلى فرنسا سنةَ 1890، تبرّع هذا المستكشفُ بالتحفِ التي تلقّاها أو اقتناها لفائدةِ مُتحف علم الأعراق البشريّة في تروكاديرو.