غطاء رأس
جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، منطقة نهر أوبانغيأوائل القرن العشرين ألياف نباتيّة، أصباغ
هبة فرانسوا بوشيه باريس، متحف رصيف برانلي–جاك شيراك
Inv. 71.1932.53.1
من إفريقيا إلى متحف رصيف برانلي: حكايات المجموعاتٍ الفنيّة
إنّ غطاءَ الرأسِ هذا المزيّن بالخيوطِ، والقادمَ من الكونغو، يجسّد ما يتّسم به تحديد مصدر الأشياء من تعقيد. فالتاريخ يتغيّر مع مرورِ الوقتِ.
وبالفعل، عندما منح أمين التراثِ فرانسوا بوشيه، المتخصصّ في تاريخِ الأزياءِ، غطاءَ الرأسٍ هذا إلى مُتحفِ تروكاديرو، أبلغهم بمصدره التاريخي.
واستنادًا إلى روايته كان ذلك على النحو التالي: فبالعودة إلى عامِ 1880، نجد من جهةٍ، بيير سافورنيان دي برازا، وهو أحد الشخصيّات البارزة في مجالِ الاستكشافِ والاستعمارِ الفرنسيّيْن في إفريقيا الاستوائيّة، في أواخر القرن التاسعَ عشرَ. ومن جهة أخرى، نجد إيلوي الأوّل، ملكَ شعبِ التيكيه، المعروف أيضًا باسم ماكوكو. وفي تلك السنة نفسها، وقّع إيلوي الأوّل معاهدة تحالفٍ مع سافورنيان دي برازا. ويُفترض حسَب رواية فرانسوا بوشيه أنّ الملكَ كان يرتدي في يومِ التوقيعِ ذاك، غطاءَ الرأسِ هذا تحديدًا المزيّن بالخيوطِ.
ومع ذلك، لم يُعثر على أي دليل يُثبت روايةَ بوشيه، لا في الصّورِ الفوتوغرافيّةِ، ولا في الرّسومِ، بل لا نجد لها أيُّ صدًى حتّى في أوصافِ إيلوي الأوّل. وبدلاً من ذلك، فإنّ الوثائق تشير إلى أنّ هذا الملكَ كان يرتدي قلنسوّةً مطرّزةً، على جانبيْها ريشتان طويلتان ورقيقتان. ومن ثَمّ، فما من صلةٍ بين هذه القلنسوّةِ وغطاءِ الرأسِ المذكور هنا... بيد أنّ القرائنَ لا تتوقّف عند هذا الحدِّ: ففي رسومٍ أنجزها أحدُ مرافقي دي برازا، نرى غطاءَ رأسٍ مشابهًا، لكنّ الشخصَ الذي كان يرتديه لم يكن سوى الرجلِ الذي يعمل مرشدًا لهم!